مسعود بارزاني يكشف طموحات كردستان ويحدد موقفه من الانتخابات العراقية
أجرى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، اليوم الخميس، لقاءً خاصاً مع قناة شمس، تناول فيه التطورات التي شهدها إقليم كوردستان ورؤيته لمستقبله، كما تطرق إلى الوضع السياسي في العراق والانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد.
وأكد الرئيس بارزاني شعوره بالفخر والاعتزاز لما وصلت إليه كوردستان من تطور، مشيراً إلى أنه يشكر الله على هذه النعمة وما تفضل به على شعبه.
وحول رؤيته لمستقبل إقليم كوردستان، قال الرئيس بارزاني: دائماً دع الأفعال تتحدث وليس الكلام. إقليم كوردستان لديه طموحات كبيرة جداً، وما تحقق حتى الآن هو موضع فخر واعتزاز، ونتطلع إلى تحقيق المزيد من البناء والإعمار والتنمية في كافة المجالات، وهناك خطط تعمل حكومة إقليم كوردستان على تنفيذها بمراحل.
وفيما يخص رسالته للمواطنين في باقي مناطق العراق، أشار الرئيس بارزاني إلى أن العديد من الأخوة العرب من وسط وجنوب العراق يأتون إلى كوردستان ويشعرون بالتقدم الذي تحقق فيها، حتى أكثر من بعض أبناء إقليم كوردستان أنفسهم، مضيفاً: نتمنى أن نرى نفس التقدم والتطور في جميع مناطق العراق، وما تحقق في كوردستان هو موضع تقدير للكورد والعرب أيضاً.
في كوردستان إرادة وتخطيط بينما في بغداد فوضى وغياب للإدارة السليمة
وفي جانبٍ آخر من حديثه، أكد الرئيس بارزاني أن العوائق التي تمنع تحقيق ما تحقق في إقليم كوردستان بباقي مناطق العراق واضحة جداً، مشيراً إلى أنه "في كوردستان توجد إرادة وتخطيط وتنفيذ دقيق، وقيادة واضحة للعملية العمرانية، بينما في بغداد هناك فوضى مع الأسف، ومشاريع متلكئة ومتعثرة، وكثير منها يُستغل للإثراء بدلاً من الإعمار"، مضيفاً أن المشكلة تكمن في "غياب التخطيط السليم، والإدارة الرشيدة، والإرادة الحقيقية للتطوير".
وفي رده على سؤال حول إمكانية لعبه دوراً على مستوى العراق بعد التجارب السياسية السابقة، قال الرئيس بارزاني: بعد سقوط نظام البعث في عام 2003 بذلنا جهوداً كبيرة لبناء عراق جديد، وقضيت فترات طويلة في بغداد، وعملنا بجد وإخلاص لخدمة كل العراق، لكن بمرور الزمن لاحظنا أن رغبتنا كانت تصطدم بعوائق ورغبات مضادة، حتى وصلنا إلى نقطة شعرنا فيها وكأن الكورد وإقليم كوردستان غير مرغوب بهم في بغداد، لذلك قررنا أن نعزل أنفسنا عن تلك الأجواء، ولم يكن ذلك برغبة مني، بل بفعل الظروف.
وحول الانتخابات البرلمانية العراقية المرتقبة، أوضح الرئيس بارزاني أن قيادة إقليم كوردستان كانت قد فكرت في مقاطعتها بسبب القانون الانتخابي الذي وصفه بـ"الجائر وغير العادل"، قائلاً: القانون الحالي محدد النتائج مسبقاً تقريباً، إذ تم تحديد مقاعد المحافظات بناءً على البطاقة التموينية، التي تُعد أساس الفساد، وبالتالي فإن توزيع المقاعد غير حقيقي.
وتابع قائلاً: لكن لاحظنا أن هناك الكثير من الإخوة والأصدقاء في بغداد من الشيعة والسنة توصلوا إلى قناعة بأن هذا القانون غير صالح، وأن الوضع الحالي لا يمكن أن يحقق أي تقدم أو تطور، ولذلك قررنا المشاركة في الانتخابات، لنرى ما إذا كان بالإمكان بناء تحالفات مع القوى الأصيلة التي ناضلت وتعبت من أجل العراق.
وأشار الرئيس بارزاني إلى أن المشاركة في الانتخابات تأتي بهدف إعادة العملية السياسية في العراق إلى مسارها الصحيح، وتعديل الكثير من القوانين، ليس فقط قانون الانتخابات، بل أيضاً القوانين الأخرى الجائرة، مضيفاً: ما زالت الحكومة الاتحادية تعمل وفق قوانين قديمة، ويجب معالجة هذه الأمور. وإذا وجدنا مجالاً للإصلاح سندخل العملية السياسية بقوة، أما إذا لم نجد، فسيكون لكل حادث حديث.
